lundi 22 février 2016

هوس برسكلة النّفايات.. هذا ما جناه العجرودي لما انتشل بوبكر الصّغيَر من مزبلة التّاريخ




قالت مصادر  مطلعة إنّ قناة الجنوبية قاب قوسين أو أدنى من الإعلان عن توقفها  بعد أن فتك بها داء الجهل و التسيَب فأرداها عليلة تشكو ضعفها و قلة حيلتها و هوانها على الناس منذقدَر لها أن تصبح على ملك محمَدالعياشي العجرودي رجل الأعمال الذي أفلح في إنتاج الطاقة من النفايات و لم يفلح في إنتاج برنامج واحد ينعش القناة.

في محاولة لبلوغ الحكم و في سبيل حلم ماانفك يراوده منذ عمَ الخراب في البلاد وكثر فيها الفساد.. قرَر رجل الأعمال "محمَدالعياشي العجرودي" - رائد صناعة الطاقة في العالم- استغلال خبرته الواسعة في الرَسكلة لإعادة الانتفاع بمن ظننا انه لم يعد صالحا للاستخدام فبعث ببوبكر الصغيَر من مرقده .. لتنشأ علاقة عجيبة غريبة علاقة  نرجسي جائع للسلطة بسفسطائي يقتات من صنع الأوهام وبيعها.. يبدو أن خيَال سي العجرودي أو من يطلق عليه تسمية "المعلَم" الذي غرَه ذات يوم بركوب الثورة فأغراه بالترشح للرئاسة.. هو ذاته من صوَّر له أن التقرب من حاشية الملك سيطلعه على خبايا الحكم وسيكفل له فهم عالم السياسة و السياسيين.. وبعد بحث دؤوب في رفات الأزلام ,أوقعه سوء حظه -أو لعلَه حسن حظنا- على سي الصغيَر المنكوب الذي أتت ثورة الكرامة عليه وعلى نفوذه و جعلته نسيا منسيا يتجرَع كأس الذل من ذات الكأس التي كان يرفعها نخب نجاحه في تمجيد فساد بن علي. بوبكر الصغيَر وخاصة على أعمدة الملاحظ ..

صغيّر ويحيّر

كان  بوبكر الصغير   زمن بن علي 'صغيَر و يحيَر' كلامه مسموع و اسمه في بلاط الملك مشهور, يحسب له ألف حساب في مجال الإعلام و بقرارته لا يستهان.... فمنزلته في الإعلام لا تقل شأنا عن عرّاب الفساد الإعلامي عبد الوهاب عبد الله .
بدأ مسيرته المهنية المشرَفة بالعمل في المركز الإعلامي السعودي ( مقره بالميتيال فيل ) والتعاون مع جريدة الصباح في ما يخص الشؤون العالمية ..ثم سطع نجمه  في فترة اجتياح العراق للكويت عندما ناصر الكويتيين ودعّمهم على  أعمدة الصباح وهو ما جعله يجني أموالا طائلة  مكنته من بعث أسبوعيته الملاحظ  التي جعلها سيفا على رقاب المعارضين ..ولما تفطن إليه شيخ روحه.. طردهمن  "دار الصباح " شر طرد..وأغرب ما يروى عن بوبكر الصغير أنه كان مهووسا بالقروض  البنكية التي يتحصل عليها دون عناء أو شقاء، فمجرد مطلب عادي على ورق عاديّ يمكنه من الظفر بمائتي مليون أو أكثر ..


ثم جاءت ثورة الحرية والكرامة فكانت نكستهالكبرى:اردته بين عشية و ضحاها من 'صغيَر و يحيَر' الى 'صغيَر محيَر'  يحاول التأقلم مع واقع جديد لم يحسب حسابه يوما.. ولكن جرت الرياح بما لن تشتهي نفسه.. فصار يحتال للركوب على الأحداث في غير حياء ويقتات من السَذج الذين أعماهم المال عن حقيقتهم...يزيَن لهم أعمالهم ويبيعهم آمالا وأحلاما تمتَعهم إلى حين و تملأ جيوبه في كل حين.
خطَط وحاول استمالة الرأي العام فلم يكن له بديل سوى الاعتذار الى الشعب التونسي فأبدى الندم على ما خطت يداه و ما تداوله لسانه طيلة اعوام..و صرَح في مداخلته الشهيرة على قناة العربية قائلا : " أنا أعتذر للشعب التونسي، و اعتذر حتى لنفسي... هذا النظام السابق وصل إلى أن يفرَق بين الشقيق و شقيقه, بين الزوج و زوجته،  وبين الأب وابنه، وأنا سأتحدث وسأتكلم و سأقول الكثير..." ولم يقل شيئا.وواصل قائلا: "أعتقد أني بالفعل وقعت مغالطتي, ووقع قهري, و هذا غير معقول وغير مقبول وسوف لن أصمت بعد اليوم" ولكنه لم  ينبس بكلمة الى اليوم. وواصل اعتذاره قائلا: "أنا أعتذر... لأن ما رأيته من قمع لشبابنا و لشعبنا شيء يفوق الخيال.. البوليس يقتل أبرياء الشبان."
الا أن اعتذاره لم يشفع له ولغته الخشبيةالتي عوَدنا عليها في مجلته الشهيرة "الملاحظ" طيلة ثمانية عشر عاما لم تفلح في تبييض صورته كما كانت تفعل في السابق لتبييض الفساد والمفسدين.. فما كان منه الا ان صنع على انقاض الملاحظ مجلته الجديدة "أسواق" حيث حافظ على خطه التحريري المعهود وغيّر الاختصاص من تمجيد الرئيس و حاشيته الى تمجيد الطامحين الى الحكم و تسويق حملاتهم الانتخابية وكان العياشي العجرودي أحد ضحاياه .

صابة العجرودي " عجرودة " ( عجرودة مصطلح فلاحي يعني ضعف المردود )

استغل العجرودي وجهله بعالم السياسة وعمل على اقناعه بأن مفاتيح قصر قرطاج المنشود بين يديه دون سواه فاستطاع بدهائه المعهود دفعه الى امتلاك قناة تلفزية خاصة و تنصيبه مديرا عليها. فكانت نكبة قناةالجنوبية..فهذه القناة التي صاحبت انطلاقتها ردود أفعال ايجابية و برمجة ثرية عمل على انجاحها باعثها الأصلي  فرحات الجويني الذي ماانفك طاقم العمل من تقنيين و صحفيين يتحسَرون على ايامه بعد ما لاقوه من سوء معاملة واهانات و ضعف امكانيات ومؤامرات و تحرش جنسي بالصحفيات و العاملات في المجال التقني و انتدابات مشبوهة تتم عبر سرير المدير..
لتتحوّل الجنوبية الى مزبلة يرتع فيها كل من هب ودب.. ويتداول على ادارتها كل يوم مدير لا يفقه من الاعلام شيئا.. وماحاجتهم لخبرة في إعلام يقوم علىإرضاء الرأس الكبير؟؟ فالعجرودي يلخصالجمهور المستهدف للقناة.. لايمر الا ما يرغب في مشاهدته من افلام و أغان يتم تحميلها بطرق غير قانونية من الانترنيت.. ولا يمر حدث أومناسبة دون ان يهل علينا بطلعته البهية في حوار  او خطاب من صياغة بو بكر "الحكيم" يعاد علينا آناء الليل وأطراف النهار..


ولئن كانت فترة ادارته للقناة قصيرة.. ذلك انه اقيل ليحل مكانه مقاول بناء من المقربين الى العجرودي.الا انه لم يكن لبوبكر الصغيَر خيار سوى الرضا بما قسّمه له العجرودي والاكتفاء بإدارة قسم الأخبار و اعداد برامج فاشلة و حوارات مع شخصيات يقايضهم مقابل الظهور.

وإجمالا ليس في تمسَك بوبكر الصغيَر بقناة الجنوبية الا تمسَك غريق بغريق.. فإما أن يغرقها أو يغرق معها وفي الاثناء هاهو يستمد -تحت غطاء القناة- البعض من النفوذ ومن صاحب القناة ماتيسَر من النقود تجعله يعيش كما كان يعيش في الزمن الأول .. نسأل الله  العلي القدير أن يتوب على هذا الشيخ المتصابي ويقينا ويقيهشر نفسه عسى ان يرحمنا من ملاحظاته و استراتيجياته و حواراته و ينسينا عهده البائد.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire