jeudi 18 février 2016

يحدُث داخل مدرسة ابتدائيةبالحرارية : الابن يُعتدى عليه بالعنف الشديد والأب يُزّج به في السّجن



استيقظ ككلّ صباح، البسمة ترتسم على مُحياه احتضن والدته وقبّلها بكلّ حرارة ، وبعد لحظات معدودة تناول وجبة الفطور ثم حمل محفظته وغادر المنزل بصحبة والده قاصدا مدرسته للنّهل من ينابيع العلم والمعرفة، خال الذّهن ممّا سينتظره في الساعات القادمة من مفاجأة مدوّية سيكون وقعها أليما على نفسيّته وعلى جسده اليافع.
الطفل "محمد جهاد الرزقي" البالغ من العمر 8 سنوات تلميذ بالسنة الثانية من التعليم الأساسي بالمدرسة الابتدائية بالزهروني من معتمدية الحرايرية غرب العاصمة تعرّض مؤخرا إلى اعتداء بالعنف الشديد من طرف مَنْ كُلّفت لتلقينه أصول العلوم والمعارف بواسطة خرطوم مياه في مستوى ظهره. هذا الاعتداء الشّنيع كان داخل قاعة الدروس على مرأى ومسمع من جميع أصدقائه التلاميذ.
بـــراءة الطفولـة غطرســة الكهولـــة
وَقْعُ الحادثة كان شديدا على نفسيّة الطفل "جهاد" حيث متّعه الطبيب المباشر له بمستشفى الأطفال باب سعدون راحة أوليّة وإجبارية لمدة 7 أيام وهو ما حرمه من متابعة دراسته ونشاطه الثقافي بإحدى الجمعيات الثقافية المختصة بالجهة إلى جانب ذلك فقد حُرم من النوم نتيجة الأرق الذي انتباه وصور الاعتداء لم تبارح مخيلته.
الطفل "جهاد" تحدّث إلى الثورة نيوز قائلا: كنت داخل القاعة بصدد تلقي درس من طرف معلمتي "رانية القرامي" وببراءة الطفولة تعمّدت إنجاز "صاروخا " ورقيا وأطلقته داخل القاعة وبمجرّد مشاهدته من طرف المعلمة أشارت إليّ بالتوجه إليها وما إن وصلت إلى مكانها حتى تعمّدت إلى توجيهي نحو الأسفل لتنهال عليّ بالضرب بواسطة خرطوم مياه بلاستيكي أصفر اللون ولم تراع صياحي ورجائي لتواصل الاعتداء إلى حدّ إسقاطي أرضا تألّمت كثيرا وأجهشتُ بالبكاء ثم عدتُ إلى مكاني ولم أقدر على الجلوس والانحناء إلى الخلف وبقيت أنتظر بفارغ الصبر نهاية الحصة لأعود إلى منزلي وأقصّ فصول الواقعة على والدي الذي حملني مباشرة إلى المستشفى.
صمت"جهاد" قليلا ليواصل قائلا لن أعود إلى مقاعد الدراسة بعد هذا الاعتداء ولن أدخل ذلك الفصل بعدما تعرضت إليه من تعامل شديد أمام أعين زملائي ؟


صدمة داخل العائلة وموقف سلبي من الإطار التربوي
حادثة الاعتداء خلّفت صدمة كبرى في محيط عائلة التلميذ، وقوبلت بموقف سلبي من الإطار التربوي بالمدرسة الذي تضامن مع المعلمة وكأنه يبرّر الاعتداء ويشجعه ومن كانوا على عين المكان وتابعوا أطوار فصول الاعتداء رفضوا الإدلاء بشهادتهم، بل الأكثر من هذا وحسب ما بلغ إلى مسامعنا فقد أمضوا على عريضة مساندة لزميلتهم المعتدية، فإن كانت الصورة على تلك الشاكلة فكيف سنحتضن الأطفال ونعلّمهم أصول الحياة ومبادئها وكيف سيكون الجيل القادم !!؟
دافـع عـن ابنــه...فسُجــــن !!؟

بعد قيامه بكل الإجراءات القانونية من إعلام للسلط المختصة وإنابة محامية للدّفاع على حقوق ابنه وتتبّع المعلمة المعتدية توجّه الأب إلى المدرسة والتقى مديرها للاستفسار عن الأسباب والمبرّرات التي سمحت للمعتدية بالتعامل بتلك الوحشيّة والتي تتنافى مع كلّ المواثيق والقوانين الوطنية والأمميّة لحقوق الطفل، ولم يتعدّ تصرفه حدّ التساؤل: فقوبل بتلفيق تهم كيديّة على ضوئها تمت عمليّة إيقافه من طرف السلط الأمنية، بتهمة تعطيل حرية العمل والقذف العلني وإيداعه سجن الإيقاف وإحالته للمحاكمة أمام إحدى الهيئات القضائية بمحكمة تونس 2 ليصدر ضده حكما بالسّجن لمدة سنة وشهرين ولم يراع القاضي على ما يبدو تصرّفه الفطري وردّة فعله العادية أمام ما تعرّض إليه فلذة كبده من اعتداء عقّده نفسيا وجعله يهجر مقاعد الدراسة.وهنا يحقّ التساؤل كيف ستكون عقوبة المعتدية. موضوع للمتابعة !!؟


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire