في حدود السّاعة 10.30 من صبيحة يوم الخميس قبل
الفارط (07 جانفي 2016) وأمام مقر ولاية سوسة أقدم بائع السّجائر المتجوّل محمد
الخضراوي (21 سنة يقطن بحومة قشقش بسوسة وأصيل سيدي بوزيد) والعائل الوحيد لعائلة
متكوّنة من ثمانية أفراد على تعليق نفسه في عمود كهربائي وسكب كمية من البنزين على جسده وإضرام النار فيه احتجاجا على تكرار حجز درّاجته النّارية Vespaدون سبب وجيه من طرف أعوان
إحدى الفرق الأمنيّة وقد
تمّ إثرها نقله إلى المصحّة
الخاصّة بوحدات التّدخل المجاورة لمقرّ الولاية لتلقّي الإسعافات الأولية قبل
تحويله الى المستشفى الجامعي بسهلول في انتظار نقله مرّة أخرى الى مستشفى الحروق البليغة ببن
عروس خصوصا وأن حالته كانت على غاية الخطورة (زمن الحادثة رفض مسؤولي مستشفى بن
عروس قبوله لعدم توفّر سرير )....
وتشير مصادرنا إلى أن محمّد الخضراوي تعرّض عديد
المرّات إلى مضايقات دوريّات الأمن المنتشرة في المداخل الجنوبية لمدينة سوسة إذ
يجبرونه عادة دون سبب على خلاص إتاوة جولان خاصّة بهم أي رشوة وهي عادة لا تقلّ عن
30 دينارا للدّراجة النارية العاديّة VespaأوMobyletteوحينما يرفض صاحبها الرّضوخ للابتزاز يقع احتجاز الدّراجة في أحد
مستودعات الحجز (البلدية أو غيرها وهذا
غير مهمّ !)وقبل الواقعة بيوم واحد تعرّض الخضراوي لعمليّة حجز
درّاجته بعد أن عجز عن دفع مبلغ ال30 دينارا وهو الذي لم يكن لحظتها يحتكم إلا على مبلغ 20 دينارا رفض تسلّمه الأعوان متمسّكين
بالمبلغ كاملا وأصرّوا على حجز الدّراجة فرجع المسكين على الأقدام إلى حيّه بحومة
قشقش (منطقة قصيبة الشّط)واقترض من أحد معارفه مبلغ 10 دنانير وعاد وسلّم
المبلغ المطلوب للأعوان المرتشين وليرفع الحجز ... ومن الغد تكرّر المشهد المقرف
وحجزت الدّراجة النّارية من جديد على قاعدة معيز ولو طاروا ...وبحكم عجز صاحبها عن
دفع إتاوة الجولان التي أصبحت يومية سارع إلى الانتحار على طريقة صاحب البرويطة محمد أو طارق
البوعزيزي في استنساخ مرير لمشهد 17
ديسمبر 2010 ... والدة الضّحية علّقت على الحادثة بحرقة وألم وهي تندب ابنها المحروق "حقّ ابني مايضيعش وإلا حتى أنا
نحرق روحي .. بعد ولدي لواه العيشة ..!"....التّاريخ يعيد نفسه في
شكل مأساة جديدة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire