vendredi 29 janvier 2016

الفوضى الهدّامة تعرّي أشباه السّاسة وتكشف مخطّطات الانتهازيين



عاشت تونس منذ أسبوعين أعمال فوضى وتخريب طالت الأملاك العامة والخاصة وتضررت منها خاصة القباضات المالية والبنوك والمخازن  الديوانية ومستودعات الحجز البلدي ..ولا شك أن هذه الهجمة غير المسبوقة التي كان الحرق والتّدمير عنوانها الأبرز إنّما تدعو إلى النظر في توقيتها وفي أماكن اندلاعها وفي التعاطي الأمني والإعلامي معها وفي فضح دور أشباه السياسيين في تأجيجها .

لم يعد خافيا أن الأحداث التي تعيشها تونس من حين لآخر إنما تطبخ على نار هادئة وتدبر بليل ، فمن جديد يكون شهر جانفي زمنا مفضلا لإثارة الفوضى والخراب في بلد ما زال لم يلملم جراحه منذ خمس سنوات ...ففي هذا الشهر المفضل لدى الانتهازيين وأعداء الوطن تزامنت مؤشرات كثيرة ساعدت على إشعال نار التخريب والتهديم. فمن جهة نجد أن النقابات الأمنية لوحت بالعصيان وهددت بالتوجه نحو قصر قرطاج ، ومن جهة ثانية تشهد البلاد بعض التحركات العمالية والتي يهدد أصحابها بإضرابات يضاف إلى ذلك أن الحزب الذي أوكلت إليه مهمة قيادة البلاد قد تصدع وكثرت شقوقه ( شق حافظ ، شق مرزوق ، شق اللومي ، شق السلامي ).. وإذا تركنا الداخل إلى الخارج وجدنا إخوان مصر  يعملون جهدهم  من أجل إثارة القلاقل والفوضى في بلاد النيل ..ولا ريب أن هذه الأوضاع تساعد صنّاع الخراب على تنفيذ مخططاتهم الجهنمية. لذلك ما إن اندلعت شرارة الفوضى حتى عمّت غالبية الولايات المحرومة دون استثناء قبل أن تنتشر في كل الولايات ، ولا شك أن الانطلاقة من القصرين لها ما يبررها ..فهي الولاية الرمز التي كان لها تأثير كبير في التعجيل برحيل الرئيس التونسي السابق. فكأن التاريخ يعيد نفسه في صورة أخرى إذ تحول المشهد من حرق بالنار إلى حرق بالكهرباء وإن كانت عملية الإنقاذ ممكنة مع النار فإنه لا نجاة لمن صعق صعقا بالكهرباء..


والغريب أنّه رغم الفوضى العارمة التي كادت تقود البلاد إلى الهاوية كان التعامل الأمني مع المجرمين والبلطجية لطيفا مرنا  ، ورغم خطورة الوضع لم تكن قوة الردع في مستوى عنف الجريمة ، ولا شك في أن القيادات الأمنية كانت مشفقة من اتخاذ قرار صائب قد يرمي بهم في غياهب السجون كما حدث مع سابقيهم ؟؟ ..ولم يكن التعاطي الإعلامي بأفضل من التعاطي الأمني بل كان أسوأ منه فقد عملت بعض الوسائل الإعلامية وخاصة الإلكترونية على تأجيج الوضع وذلك بنشر أخبار زائفة ..وهو أمر مؤسف حقا فعندما يصبح الإعلام في خدمة أجندات الظلام نسأل الله حسن العاقبة ...وأسوأ من التعاطي الأمني والإعلامي نجد التعاطي السياسي الذي عرّى عورة السياسيين وكشف ما في قلوبهم من مرض ووصولية  فهذا المرزوقي يدعو إلى انتخابات مبكرة ..وهذا الهاشمي الحامدي يحرث ولايات الجمهورية ويهذي صباحا ومساء بتعليمات من أرباب الفتنة الذين لا يريدون خيرا لهذا الوطن ...وهذا رضا بلحاج يدعو إلى خلافة ..وكل حزب على ليلاه يغني ..



هكذا هي الأوضاع في تونس مهاترات سياسية لم يرو منها أفّاقو السياسة إلى يومنا هذا ولو كان ولاؤهم للوطن على مدار الخمس سنوات لما كان أقصى منانا اليوم أن نعود إلي المؤشرات الاقتصادية التي كانت سائدة سنة 2010 أي المؤشرات التي أدت إلى قيام ثورة على النظام السابق . ولسياسيينا نقول : هل التنمية تكون بالحرق والنهب ؟ ألا تعلمون أن تونس وبسبب التدمير الممنهج للسياحة قد فقدت 50% من مواطن الشغل في القطاع الخاص ؟ هل يمكن أن يجازف المستثمرون بالتنمية في مناطق على أفواه بركان ؟ ألا تعلمون أن مشاريع التنمية تحتاج أول ما تحتاج إلى بنية تحتية ؟ فتركيز مولدات كهربائية يحتاج إلى دراسات بل إلى دراسات وليس الأمر كما يقال عصا سحرية يقال لها كن فتكون ؟؟؟ اللهم دمر من يتربص شرا بهذا الوطن ..اللهم اجعل هذا البلد آمنا ..



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire