lundi 28 décembre 2015

حزب المرزوقي الجديد : مسمار جديد يدق في نعش السّياسة في تونس



مثل يوم  الأحد الفارط 20 ديسمبر 2015 تاريخ  إعلان الرئيس الأسبق   المنصف المرزوقي  عن  حزب سياسي  جديد  اختار له اسم حراك تونس الإرادة .. حزب جمع حوله بعض الوجوه و رئيسا   كان في عهده قد حول تونس إلى أشبه  ما يكون بالنفاية ليعود بقناع آخر وبوجه أشرس.
و لئن رأى بعض المحللين أنّ  الحراك الذي أسسه المرزوقي  ليس سوى حركة "شعبوية"  كانت نتاجا  لهزيمته الانتخابية الأخيرة فإن شقا آخر من الآراء يذهب إلى الجزم أن هذا الحراك  قد  يلد  و لكن سيموت  قريبا  لهشاشة الفكرة و  عدم  وضوحها  وعلى اعتبار ارتباطها و ارتكازها على اسم شخص واحد  و ليست برنامجا  متكامل الأبعاد مبينا  على أسس  سياسية صحيحة ...
 و المتأمل في الوجوه الحاضرة في الصف الأول في هذا الحراك  يدرك القاسم المشترك  بينهم فهم معروفون بسماتهم و أفعالهم  وجوه  اقتحمت عالم السياسة سلفا  و لم تفلح به ...صحيح أنها تعددت و لكن تشابهت في الأفعال و الصفات ...فاغلبهم تمقتهم الجماهير الشعبية مقتا لا مثيل له ..فقدوا بوصلتهم و تعاظمت آفاتهم السياسية و سيطرت عليهم الأنانية و الحقد و الكراهية فأعمت بصائرهم عن الواقع و تردّيه...فهاجوا بتناقضاتهم .. و فقدوا تماما حصافتهم و أصبحوا يستكينون إلى لغة الانتقام و التهديد و العدوانية المقيتة بل غدوا دمويين ...


عرف جلّهم بخطابهم الهزيل الممقوت  و المهووس بالمؤامرة و أفكارهم التي أنتجها عقل مافايوزي مخدر بأفيون البلاهة و الغباء ...فبرزوا يهذون بالخرافات و يرغون و يزبدون كالمخبول الذي مسّه جن ...
هم فعلا أشباه سياسيين يقرؤون كل شيء بالمقلوب يعيشون في الماضي عاجزون عن استيعاب الحاضر ..ذاكرتهم أصابها الضعف و الخرف و لم تعد قادرة على فهم ما يجري من حولهم .. وهم فعلا سقطوا سقطتهم المدوية و التي بمثابة اللطمة القوية التي كشفت النقاب عن حقائق مذهلة موغلة.
كانوا و لا يزالون سبب العلّة و البلاء حيث منحوا لأنفسهم صورة الحزب الأناني الذي لا يفكر إلا في نفسه فقط، ولا يعمل لصالح الناس.. لم يأت بجديد ولم يحل مشكلة، ففي عهد كبيرهم  انتشر الفساد، وزادت السرقات، وساءت الأحوال التونسية بدرجة مخيفة، ولم تفلح المحاولات التي يجريها من حين  لآخر    لتجميل وجهه القبيح لدرجة أصابت الناس بالملل والإحباط، وأصبح الجميع يتطلعون إلى اليوم الذى يرون فيه وجها غير وجه المرزوقي ، وهذا سر محاربة طوائف عديدة من الشعب واستخدامهم شعارات معادية له.

بعودة جوقة المرزوقي  السياسية للعزف  استحضرنا النص المتين  الذي يجسد رسما تشكيلا  شهيرا   يبرز تمزّق ليل تونس فجأة وتناثر أشلائه في القرى والمدن، حيث خرجت من أسماله الحالكة كائنات غريبة الشكل والخطى. تعدو في كلّ مكان وعبر جميع الاتجاهات، وهي تحمل قطعا من الليل المظلم، تحاول تزيين البنايات الشاهقة بها..حيث كانت تحاول رتق قبّة الليل التي تمزّقت وهي تضع البلد في عين الإبرة؟ كانت تطيل النظر إلى الأشجار والأزهار والربيع المخضرّ في الأرياف وحدائق الساحات وتمسحها بنظرة سوداء. و فيم كانت تفكّر وهي تزيل علامات الألوان الأخرى من شوارع المدينة، وفوق المحلات التجارية والمرافق الإدارية والمؤسّسات العامّة؟ ما الذي كان يزعجها في هذا الثراء الثقافيّ البصريّ؟ ولماذا كانت معدمة وفقيرة الأعماق من المشاعر والأحاسيس والعواطف والحبّ والجمال؟ أيّ غلظة وشدّة وقسوة تنبعث من جيوبها المرعبة؟ وما الذي يجعل الأسئلة تتناسل حول هذا الجنون العشقي للظلام الدامس، في وقت كانت تلوّح بأعلام سوداء تثبتها مكان العلامات المزالة بما فيها العلم الوطني؟.."


فالمؤكد أن هذه الوجوه لحراك تونس الإرادة لن تحقق وترعى مصالح البلد  السياسية والاقتصادية والاجتماعية، و لن تراعي  بالمرة  مستقبل الأجيال القادمة ...و أغلبها شبه قيادات مرفوضة شعبيا، وتحظى بكم هائل من الكره لدى الناس ...وهي التي   تستمد خطبها البلهاء من برنامج هلامي خيالي لا يمت إلى الواقع بصلة حيث تشبع الشعب من هذه الشعارات الجوفاء، وأصبح مدركا جيدا للفخ المنصوب له من قيادة جربها و عاش معها الفشل على كل المستويات. قيادة تفكر بعقول متحجرة، وبطريقة بدائية عفا عليها الزمن.. فقط لن  يكون حراك المرزوقي سوى مسمار جديد يدق في  نعش السياسة التونسية ... و الأيام  القادمة ستؤكد صحة ما ذهبنا اليه ...


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire