حينما يتحالف غربان الخراب مع القضاء ومع السّلط الجهوية والمحلية تسلب الحقوق وتنهب المدّخرات ويستباح الوطن ويعمّ الخراب وما يعيشه منذ فترة أحد أكبر المنتجعات السياحية بالبحر الأبيض المتوسط ونعني به مرسى القنطاوي يختزل الواقع السياحي المأساوي حيث تحالف جميعهم من أجل تخريب المحطة السياحية Port El Kantaoui وتفريغها من شاغليها في مرحلة أولى والمرور بعدها إلى ممارسة المضاربة العقارية في الشقق والفيلات والمحلات التي هجرها أصحابها تحت الضغط المسلط عليهم من كل الجهات بصفة تكاد تكون دورية .
التّجارب السّابقة مع نقابة المالكين المشتركين لديار البحر والحدائق بالقنطاويأكّدت أن الرّئيس الحالي الصادق كوكة هو الرّجل المناسب في الوقت المناسب والمكان المناسب إذ في فترة إشرافه القصيرة عادت الرّوح للمنطقة من جديد واستعاد المالكون بعض الأمل في إنقاذ ما يمكن إنقاذه فكل شيء تغير في الاتجاه الإيجابي إذ صارت المداخل محروسة ومجهزة بالحواجز الإليكترونية وكلّ الممرّات مهيئة ونظيفة وكل الواجهات تمّت صيانتها والفضل يرجع إلى الرّجل الذي رفض المساومة والابتزاز وقاوم الهرسلة والمضايقات وخصّص من ماله ووقته الكثير ربّما لاعتقاده الجازم بأنّ الدّوام ينقب الرّخام وأنّالمرحلة الانتقاليّة الحاليّة تقتضي الثّبات على المواقف والإصرار على المبادئ والقيام بالواجب.
تحالف الغربان المتربصة بمرسى القنطاوي يتكوّن من ثلاثة أضلع هم على التوالي مدام منية الجويني معتمد حمام سوسة والإيراني المتفرنس يد الله قودارزي وعرّاب المؤامرات معز بن نصر ... ثلاثتهم اجتمعوا في دهاليز الغرف المظلمة وخطّطوا للإطاحة بالمكتب الحالي لنقابة المالكين بالقنطاوي كلّفهم ذلك ما كلّفهم ورغم أن ثلاثتهم لا يملكون بمرسى القنطاوي أيّ عقار كان ولو مربض سيارة إلاّأنهم أصرّوا على إلحاق أقصى الأضرار الممكنة والمستحيلة لتعطيل العمل النقابي الضّامن الوحيد لديمومة المحطة السياحية وقد نجحوا بمساعدة أحد المالكين (ص.ج.) وهو باعث عقاري معروف بحمام سوسة احترف الدّسائس وخبر المؤامرات مبكّرا ... وذلك من خلال تعطيل انتخابات المكتب الجديد للنّقابة معتمدين على جهاز قضائي عليل وضعيف ومرتبك غابت عنه الحقائق وحضرت مكانها التّخمينات ولينتهي الأمر بإصدار قرارات لا تستقيم عقلا وواقعا وقانونا ولتظلّ الحالة تراوح بين تعيين موعد للجلسة الانتخابية وإلغاء انعقادها استعجاليا قضائيا لأسباب واهية فاقدة للحجيّة القانونية ... مسلسل مقيت تواصل على مدى أشهر عدّة والغاية منه إحداث حالة فراغ في التّسيير لإجبار بلديّة حمّام سوسة على الاستنجاد بالمؤقّت وتعيين شخصيّة مستقلّة لا علاقة لها بالموضوع ولا بالخصام الدّائر بين حماة وحرامية مرسى القنطاوي .
معتمد حمام سوسة المسمّاة منية الجويني والتي تقرّر تعيينها خلال عهد حكومة الترويكا بدعم من الوالي السابق النهضوي مخلص الجمل من البديهيّ أن تنساق بكل جوارحها وبكل ثقلها لخدمة مخطط شيطاني يقضي بتحويل المحطّة السياحية إلى منتجع حلال تنتشر فيه الروائح الكريهة والخيمات الدعوية ويشغله أصحاب اللّحى والقمصان الأفغانية ... ولتحوّل السيدة المعتمد مكتبها بحمام سوسة إلى مزار يومي لرموز الجمعيات الخيريّة والدعويّة ولتخصّص كامل وقتها لجمع التبرّعات والمساعدات لفائدتهم ومن جملة من اعتادوا على خدمات المعتمد المجانية نجد كلاّ من (م.ش.) و(ز.م.) و(س.ح.) و(ك.م.) وجميعهم من حركة النهضة وما خفي كان أعظم ...ويتحدث البعض في مرسى القنطاوي أنّ مدام منية تسعى بكل جهدها إلى زعزعة عمل نقابة المالكين المشتركين وإفشال عملها وخلق البلبلة داخل صفوف المالكين وذلك بتشجيع البعض منهم على التهرّب من دفع مساهماتهم السنوية وخلاص ديونهم المستوجبة لتعطيل أعمال الصيانة الدوريّة بالمحطة السياحية ورغم علم الوالي فتحي بديرة بتفاصيل المؤامرة الخسيسة التي تحاك ضدّ درّة المتوسّط إلا أنه اختار الاصطفاف وراء غربان الخراب يدعّمهم في صمت ربّما عن جهل بواقع المنطقة أو لأنه هو نفسه انساق وراء المخطط عن قصد أو عن حسن نية والأمر لا يختلف بحكم أنه كان على الوالي لو كان صادقا في عمله أن ينهي الخلاف المفتعل ويطالب بتغيير معتمد حمام سوسة المتسبّب الرئيسي في افتعال المشاكل وتعقيد المسائل ...
وأمّا عن بقيّة المتآمرين فنجد في الصفوف الأولى معز بن نصر (أصيل منطقة سيدي بوعلي) وهو تجمّعي معروف بجهة سوسة ويرتبط بلوبي الدكتور حامد القروي الذي رشّحه خلال الانتخابات التشريعية 2014 على رأس قائمة حزبه الكرتوني "المبادرة الدستورية" لكن معز بن نصر فشل في جمع أكثر من 10 أصوات من جملة مئات الأصوات ... وبحكم أنّ معز بن نصر سبق أن عمل في المحطة السياحية كمسؤول إداري بنقابة المالكين وتورّط في عديد السّرقات والاختلاسات وليتمّ طرده دون إحالة ملفّه على العدالة رحمة بمستقبله إلا أنه وعلى قول الشاعر "إن أنت أكرمت الكريم ملكته و إذا أكرمت اللئيم تمرّدا"اختار الرّجل الفاشل والسّارق والمتحيّل العودة إلى المحطّة من الشباك بعد أن غادرها من الباب على ظهر المؤامرات والدّسائس ...وقد اختار معز بن نصر التّحالف مع فصيلته من صنف المافيوزي المعروف يد الله قودارزي ومقاول الصّفقات المشبوهة صلاح الدّين جغام وكان الاختيار على مقهى الأندلس بجهة المنشيّة بحمام سوسة كموقع مفضّل للتّخطيط والتآمر ...
وحتى لا نظلم من اعتاد الادّعاء أنّه مستثمر أجنبي ونعني به يد الله قودارزي فنكتفي بعرض بعض القضايا التي علقت به ومن بينها شكاية أولى عدد 2015/18093 من أجل الاعتداء على الأخلاق الحميدة وهضم جانب موظف وشكاية ثانية عدد 2015/19003 من أجل التفريط في معقول وشكاية ثالثة عدد 2015/19851 من أجل الإضرار بملك الغير والتجاهر بما ينافي الحياء وشكاية رابعة عدد 2015/11759 من أجل الإضرار عمدا بملك الغير وافتكاك حوز بالقوة والاعتداء بالعنف على موظف أثناء قيامه بوظيفه والرجوع إلى الشغب بعد التنفيذ وقضية أخرى عدد 2015/315 من أجل الخيانة الموصوفة وقضية أخرى عدد 2015/3692 من أجل التحيّل وقضيّة عدد 2015/6587 من أجل التّهريب والمجال لا يسمح بنشر كامل غسيله النّتن وسنكتفي بهذا القدر لضيق الفضاء ...وبحكم أنّ الرّجل مطلوب لدى العدالة فقد اختار في الفترة الأخيرة الاختفاء عن الأنظار والإقامة خارج مرسى القنطاوي أين كان يشغل شقّة على وجه الكراء... فهل بمثل مجموعة غربان الخراب هذهسيستقيم أمر المرسى وستتحسن الأحوال داخل المحطة السياحية المستهدفة... على مراد الله؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire