lundi 21 décembre 2015

فوضى العمران بسوسة : بين تغوّل أصحاب العقارات ولامبالاة الوالي!



يعتبر العقار محور كلّ سياسة تنموية ناجعة في الدّولة، فهو أساس الاستقرار و التعامل بين البشر. وقد استغل بعض المضاربين والسماسرة والوسطاء حالة الانفلات والفوضى وغياب هيبة الدولة لممارسة هواياتهم في التعدّي المفضوح على كلّ الضّوابط والقوانين على طريقة المارقين عن القانون Hors-la-loiغير عابئين بالعواقب السلبيّة على البيئة والتنمية والاقتصاد وقد عرفت ظاهرة البناءات الفوضوية انتشارا في غالبية مناطق البلاد من جنوبها إلى شمالها ومن شرقها الى غربها وكان التميز لولاية سوسة .


سلطة الإشراف اعتمدت سياسة الكيل بمكيالين في تعاملها مع ظاهرة البناء الفوضوي إذ لا مجال لمضايقة أو إزعاج راحة أصحاب النفوذ ولينحصر تدخّلها في التّطبيق السّليم للقانون مع ضعاف الحال فقط فهذا هدّم بيته وذاك هدّم كشكه بحضور جحافل من قوات البوليس... بحكم أن القانون في بلادنا سيف بيد الأقوياء تُحنى له رؤوس الضّعفاء Deux poids et deux mesures...فهو لايطبَّق إلا في حالة واحدة وفي اتّجاه واحد لخدمة مصالح الأقوياء على حساب الضّعفاء على قاعدة "حوت ياكل حوت وقليل الجهد يموت " ... مع الأسف القانون الوحيد الذي يطبق في تونس هو عدم تطبيق القانون....



وكعينة فساد نعرض صور بناية ممنوعة شيّدت على أرض فلاحية عند أحد مداخل مدينة سوسة من جهة القنطاوي وبالتّحديد على الطريق الفرعية رقم 814 والرّابطة بين الطريق الوطنية رقم 1 GP وشط مريم انطلاقا من مفترق تيكوداTIKOUDA قبالة المنطقة الصناعية أكودة وغير بعيد عن مصنع الحشايا "سليمات" SELIMAT  .. حيث توسّع المسمى سالم العويشاوي Salem Aouichaoui  (مهندس متقاعد من الوكالة العقارية السياحية AFT  فرع سوسة) في حقوقه وأجاز لنفسه ما لا يجوز مستغلا غفوة جلّ المصالح الإدارية وعدم جدّيتها في رصد المخالفات ومتابعة المخالفين من أصحاب النفوذ ... فالرّجل استغل عقارا  على ملكه يمسح قرابة 500 متر مربع يقع على يمين مدخل الفضاء الترفيهي للفروسية "زين بلادي" ZineBledi (التّابع لشركة  Société Espace Equestreصاحبة المعرف الجبائي عدد 1132811T  وصاحبة السّجل التجاري عدد B9121412010 ووكيلها فتحي بن محمود الغشام) وبعد أن سبق له أن سوّغ قبل الثورة جزءا من العقار الفلاحي لشركة الاتصالات "اورانج تونس" Société Orange Tunisieلتركيز لاقط للشبكة الهاتفية Antennes GSM بمبلغ 4000 دينار سنويا ... 



عمد بعد الثورة سالم العويشاويإلى تشييد بناية ممنوعة متكوّنة من طابقين (طابق أرضي وطابق علوي). ولتضليل المارّة تفتّق ذهنه المخادع عن حيلة مبتكرة تقضي بوضع علم تونس في حجم كبير على الواجهة الخارجية للبناية ورغم ذلك انتبهت مصالح بلدية أكودة للمخالفة المكشوفة وتابعت الموضوع وأصدرت قراري هدم دون نتيجة تذكر بحكم أن للرّجل شبكة علاقات متطوّرة داخل اللّوبيات الحاكمة اكتسبها من عمله بالوكالة العقارية السياحيةبسوسة مكلفا بملاعب الغولف Division golf....وبحكم أن رئيس النيابة الخصوصية لبلدية أكودة ليس إلا معتمد الجهة فإن الرّجل لم يجد صعوبة في الفترة الأخيرة من التّقرب من المعتمد المعيّن خلال الصائفة الفارطة للسّهو المتعمّد عن مخالفته الخطيرة والتي استباحت الرّصيد العقاري الفلاحي وحوّلته الى بناءات فوضوية مارقة عن القانون ... صاحب السّيارة "الدّيماكس" Isuzu D-Maxالجديدة (لونها أبيض وأزرق على لون شعار حركة النهضة الحزب الحاكم الحالي)أسرّ  لأحد معارفه بأن الفرصة سانحة لإنهاء تشييد البناية قبل الانتخابات البلديّة خصوصا وأنه تلقّى التزاما من السّلط المحلية والجهوية بسوسة بإغفال تجاوزاته في الفترة الحالية المناسبة وما عليه إلا الإسراع في إنجاز  البناية قبل فوات الأوان ... موضوع للمتابعة.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire