ثورة، أم انتفاضةأم فوضى أم مؤامرة أم
حركة احتجاجية ؟ ثورة كرامة أم ثورة ياسمين ؟
تعددت التسميات وتنوعت الأوصاف
والإجابة واحدة كان الوطن صرحا فهوى . هل
كانت " الثورة " عفوية صادقة أم
كانت مفتعلة دبرت بليل في مطابخ
المخابرات داخل الوطن وخارجه ؟ هل كانت صورة حقيقة لما يعتمل داخل الوطن كانت أم ثورة فوتوشوب ؟الإجابات واضحة فاضحة ويكفي
أن نرى أصحاب الجنسيات المزدوجة الذين نهلوا من تعاليم المنظمات والجمعيات المخابراتية كفريدهم هاوس يتطاولون في القصبة وفي قرطاج حتى نفهم كيف لا تقرر الشعوب مصيرها ولا تصنع ثوراتها حتى وإن كانت بداياتها عفوية
. هل ساهمت الثورة المزعومة في تحقيق الإصلاحات المطلوبة وساعدت الشعب المقهور على تحقيق طموحاته ومن التنعم
بالحرية ؟هل تحسنت أحوال أبناء المناطق المهمشة والحواري الفقيرة ؟ هل أصبح الشعب
سيد قراره ؟
خمسة أعوام عجاف مرت على ما يمكن توصيفه ب ثورات الشقاء العربي و لم نجني
منها الا الدمار والخراب والشقاء والتعاسة والذل والقهر والغبن والهوان والظلم
والافلاس والبطالة ... تمر سنة وتأتي أخرى وحالنا من سيئ إلى أسوأ ، فحصاد الثورات
كان حصاد هشيم ؟ ذلك أن سيناريوات الثورة
العربية التي تشابهت في منطلقاتها وفي شعاراتها حتى لكأنها ثورة واحدة لا ثورا ت
متعددة لم تفض إلاّ إلى نتائج واحدة متشابهة
إلى حدّ بعيد . ف"الجناس" غالب على الطباق ومأساة التونسي تتجسد
في نقطة وما أدراك ما النقطة ! نقطة واحدة في رسم الكلمات تقرّب بين
العرب في نكبتهم وتباعد بينهم وبين الغرب
تباعد السماء عن الأرض والنافلة عن الفرض .
و لشرح ذلك
نقول إن الفرق بين العرب والغرب نقطة في الرسم والفارق بين سبسي تونس الذي تحالف
مع الإخوان وتقاسم معهم الحكم بل قدمهم وجعل حزبه في مرتبة متأخرة وسيسي مصر الذي حارب الإخوان وزج بهم في السجن
نقطة واحدة في الرسم أيضا ....والتونسيون كما ذهب إلى ذلك البعض شعب محتار تعلم"بالأفلام" الى أن نزل الى مستوى الحضانة ...و الغرب شعب مختار
تعلم بالأقلام الى ان ارتقى الى مستوى
الحصانة...التونسي شعب يعاني من عقدة النقطة... النقطة الحاسمة والفاصلة بين عدد 9
وعدد 10 وهو المعدل المطلوب للنجاح في الامتحانات... نعم رسبنا في الامتحان وفشلنا
في الثورة والسبب نقطة ناقصة فشلنا في جمعها ....
فالشعب التونسي الذي حلم بثورة تجعل حاضره أفضل من أمسه
أصبح يردد سرا وعلانية "يا مبدّل لحية بلحية جاك نهار و اشتاقهم لاثنين" " ومبرك يا
راجل أمي لول " ..ولا عجب في ذلك بعد أن غدر به و سلبت منه ثورته وافتكها
الاخوان المتاسلمونواقتسموا غنائمها
وأخذوا "الهبرة " وتركوا له " العظام " ..ولا شك أن
القادم أسوأ فالشعب الذي ظن خيرا بالإخوان
وسقط في فخهم اكتشف ... وساعدهم في تحقيق
مشروعهم الظلامي أدرك أن مشروعهم الوحيد هوالاستحواذعلى الحكم، وللوصول إليه يستعملون كل الأدوات وكل المبررات،وكل النظريات الممكنة،بما فيها التي لا
يؤمنون بها والتي سينقلبون عليها مباشرة بعد التمكين، مثل الحرية والديمقراطية، وحقوق الإنسان،الدولةالمدنية...
وليس لنا في خاتمة هذه الافتتاحية إلا أن نردد ما
قاله لتشيغيفارا :الثورة
ثل تفاحة تسقط عندما تطيب، ولكنك لا بد أن تجعلها
تسقط." وسامح الله من جعلنا في كل ذكرى نقول : كل عام ونحن بائسون !
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire