samedi 30 janvier 2016

صرخة مواطن شريف أبكته المشاهد المقرفة : أيّها الحقوقيّون...هذا أفدح وأشنع اعتداء على حقوق النّاس!




يوم الجمعة 22 جانفي 2016 غادرت صفاقس حوالي السّاعة الثالثة ظهرا ، ترافقني زوجتي متّجهين إلى الرّديف بعدما وصلنا نبأ وفاة الأخت الفاضلة "حبيبة دخيل " زوجة أخي الأديب عبد المجيد بنعبدالله  وبوصولنا إلى مدخل بلدة "السند" وجدنا الطريق مقطوعة أمامنا بسبب إشعال الإطارات ووضع الحجارة ووجود جمع من الشبّان تتراوح أعمارهم من 14 إلى 35 سنة ـ.. ورغم وجود بعض الفتحات لإمكانية مرور السّيارات فقد سلّطوا علينا حكمهم الفوري بعدم المرور ومواصلة رحلتنا ـ ...نزلت من السّيارة وخاطبتهم بالقول أنّني في وضعية استعجاليّة وفسّرت لهم الوضعيّة على أساس أن أجد منهم تفهّما فامتنعوا عن الاستماع والتفهّم وكنت في وضعيّة حرجة ـمن حيث أهمية الوصول لمؤازرة أخي وأبنائه  ومن ناحية التوقيت الرّسمي لحظـــر التّجوال وحاولت مرارا وتكرارا إقناعهم بفتح الطريق دون جدوى ـ.... ولمّا رفعت صوتيهدّدني البعض منهم بالسّكوت و ملازمة سيارتي أو سيقع تحطيمها بالحجارة ؟ في الأثناء إلتحقت بنا سيّارة تحمل إمرأة كبيرة في السنّ قادمة من صفاقس نحو قفصة وكانت المسكينة بصدد تصفية الدّم وهي في وضعية حرجة جدا فبادر ابنها بشرح وضعية أمّه الصحية غير أنّ العصابة لم تكترث ولم يكن لأحد منهم أيّ واعز لا أخلاقي ولا ديني ولا إنساني ـ ليحسم الأمر مع زملائه فكانوا فعلا بلطجية وقطّاع طرق وكانوا فعلا من الأنذال حقّا ومن الجبناء ومن الفاسقين والمفسدين في الأرض وقد ناله منهم ما ذكروه لي بالتهديد بتحطيم سيّارته بالحجارة ـ.... وليتمّ احتجازنا الزّمن الكافي الذي أرادوه وفرضوه علينا ثم أطلق سبيلنا ولأمرّ  وأواصل طريقي في اتّجاه الرديف ولأصدم من جديد بمشهد مقرف يتمثّل في تنفيذ اعتصام تخريبي غير مسبوق في بلادنا بقطع السّكة ببناء جدار على الخطّ الرّابط بين قفصة وقابس لمنع مرور قطار الفسفاط وحول المكان نصبت الخيام ورفع العلم التونسي ؟؟ .... جريمة في حق الوطن قام  بهاعدد من المعطّلين أو العاطلين عن العمل بمعتمدية القطار والمطالبين بالتشغيل ؟؟ (مشهد غريب انتشرت صوره على النات).


فعلا صدمتني بعد ذلك هذه الصورة الشنيعة التي ترون ...بناء جدار وسدّ الخطّ الحديدي وكأننا خارج الدّولة ؟؟ وكأننا شعب فوق القانون Hors la loi؟؟ القانون الذي يمنع بالأساس قطع الطرقات بأنواعها...هذا المنكر الذي يرتكب باسم " حراك المطالبة بتحسين الأوضاع الاجتماعية" ــ... وهم في الأصل ضدّ ذلك بهذه التصرّفات التي تعيق الإنتاج وتعيق دعم موارد الدولة لتحقيق برامجهـــا التنموية ..ـــ من المفروض في مدّة لا تقل عن 5 أو 10 سنوات بعد الإنهيار الإقتصادي التام ...ــ هذه الصورةالهجينة والقبيحة وللأسف الشّديد تجد الدّعم والمساندة علىى صفحات التواصل الاجتماعي ومن طرف الأحزاب المعارضة على أساس تكريس الحرية والكرامة والديموقراطية وحقوق الإنسان وحقّ التّظاهر السلمي... ـ لأسأل أي تعبير هذا الذي يكرّس هذه الأفعــــــــــــــــــال المقيته التي تمنع الناس من العمل ومن الانتاج ؟؟...ـ أليس هذا اعتداء صارخا على الدستور وعلى حقوق التونسيين ؟؟ ـــ كما أستغرب دور الحكومة وهي السّلطة التي تملك القوّة الشرعية وهي السّلطة التي تملك الشرعية لتطبيق القوانين ومنع المجرمين مهما كانت مطالبهم للقيام بهذاالعمل الشنيع ومعهــــا أيضـــــــــــــــــــــــــــــــا شرع الله ورسوله ...تطبيقا لحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم القائل "من رأى منكم منكرا فليغيّره بيده فمن لم يستطع فبلسانه فمن لم يستطع فبقلبه وهو أضعف الايمان"...ـ والله تعالى يطالبنا أن نذهب دائما إلى أعلى درجات الإيمان وأن لا نسقط إلى أسفل الإيمان والدّولة بقوات أمنها الدّاخلي (شرطة – حرس - ...)وجيشهــــاالوطني من المفروض عليهــــا قانونا أن لا تتخاذل وأن تقف منذ اللحظات الأولى لهذا الانفلات الرّهيب بكلّ حزم ضد هذه الشّرذمة المارقة والمتمرّدة...ـ فالحكومة بيدها السلاح وهي التي تملك قوّة الردع الكافية لردّ كيد هذا المنكر وتضع حدّا لهذه الآثام التي ترتكب ليلا نهارا في كامل مناطق البلاد ضدّ الوطن وضدّ المجتمع وضدّ الإنسانيّة ....فهل بعد هذه الصورة منكرا لايستحقّ منكم الرّدع يا أولي الأمر  من رئيس الدّولة الى رئيس الحكومة مرورا بجنودنا وأعوان أمننا الداخلي ؟ وهل يهون عليكم وأمام أنظاركم هذا الوطن وما يفعله أمثال هذا المجرم الخطير  الذي ترونه في هذه الصورة حاملا للعلم !! علم لم يحترمه ولم يفقه معانيه ومن ورائه مجموعة من الصعاليك ممن شاركوه بناء الجدار الفضيحة !... ــ هذه الصورة البشعة تختزل الوضع الكارثي الذي وصلته تونس "ثورة الجياع والرعاع" سنة 2016 ...على مراد الله ...
في الحقيقة صدمت للمشهد الأول في احتجازي وعائلتي وعائلة العجوز المريضة وغيرنا تحت الترهيب والتهديد لساعات طوال دون ذنب ارتكبناه ودون سبب يذكر ما عداأن القدر المشؤوم ساقنا لمشيئة شرذمة من قطاع الطرق وقع توظيفهم وإستغلال بلاهتهم وجهلهم المقيت لمنع حركة مرور السيارات وتعطيل مصالح العباد وبكيت للمشهد الثاني في بناء جدار على السّكة لتهديم اقتصاد البلاد ... هؤلاء مكانهم الطبيعي زنازين السّجون فهم في الحقيقة لا يبحثون عن عمل بل يستغلّون كل لحظة ضعف للحكومة وكل وضعية وهن للدولة ليمارسوا لعبة الابتزاز والإحتطاب والاسترزاق غير المشروع والاستقواء على الدولة ... أخرج عن كلّ حقدي وكلّ أشكال السبّ واللّعن وكلّ تعابير التّنديد بالتّخريب الذي يسلّط منذ أسابيع على وطني الغالي... كلّ اللّوم لمن في أيديهم دواليب الدّولة من الذّين يتهاونون في تطبيق القانون أمام هذه المشاهد المقرفة والمتكرّرة ـ .. ـ حامل الرّاية هذا الشّخص النذل والكلب والحقير وهو يتحدّى السّلطة والمجتمع ويشوّه صورة تونس وثورتهـــا أمام العالم وليقول بكلّ وقاحة والرّاية في يده "هاأنا ذا أغمد فيكم سيف السّخرية منكم جميعا ... ويقول ها أنا ذا داعشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــي بامتياز ـ... وأتبوّل على أجداد أبائكم جميعا ... يمينا ويسار ووسط ... ــ فمن منكم يتعرّف عليّ ويسحبني من وسخـــــــــــــــــــي هذا إلى دهاليز السّجن ـوإلى القصاص... أم أنّ على قلوبنا أقفال وعلى أيادينا قيود تكبّلنا وتشدنا الى وضعية الجبناء والخونة ؟؟


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire