تحلّ الذكرى الخامسة لما يسمى بالثورة التونسية وحالنا على
أسوإ ما يكون، وكيف لا يكون كذلك وحمامة النهضة قد مُسخت غرابا جناحاه إخوان في
الميمنة وندائيون في الميسرة وإذا واصل الغراب نعيقه فبشّر الوطن بزوال قريب وقل
سلام على الوطن يوم يولد ويوم يموت ويوم
يبعث حيا .فنحن منذ سنة وبمناسبة الذكرى الرابعة للثورة
قد كتبنا ببنط عريض "إن الإخوان إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة.
وإذا ركبوا سفينة أغرقوها وكذلك يفعلون. ولسنا في الحقيقة على ما قلنا بنادمين ولا
بمخطئين. فقد مرت الأيام وتتالت الأعوام وتأكدّ أن هذه الجماعة التي جاءت من وراء البحار لا تريد خيرا للوطن
وهي تظهر غير ما تبطن، وتعلن غير ما تسر، وتقول ما لا تفعل وتفعل ما لا تقول
شعارها الوحيد " أنا ومن بعدي الطوفان " " وإذا مت ضمآنا فلا نزل
القطر" . وهي من أجل اغتصاب السلطة
تسلك كل الطرق وتتحالف حتى مع الشيطان .. بالأمس تقاربت مع حزبي التكتل والمؤتمر
من أجل الجمهورية فلما قضت وطرها لفظتهما وجعلت أنصارهما وحوارييهما أذلة ناكسين رؤوسهم . اليوم تحالفت مع النداء
فلما أمسكت بالعروة الوثقى بدأت في شق صفوفه شقا لا على اثنين كما يتبادر إلى
الأذهان بل منهجها في محق شركائها يبنى على قول الشاعر
إن القلوب إذا تنافر ودها *** مثل الزجاجة كسرها لا يُجْبَر
تحلّ الذكرى الخامسة لما يسمى بالثورة
التونسية فتشرع غربان النهضة من جديد في عزف ألحان ممجوجة تحدث بكونهم من صناع
الثورة وقادتها. وحتى نكون من المنصفين نقول فعلا لقد ساهم الإخوان في إنجاح
الثورة من خلال التخابر مع الاقوى الأجنبية وبالتحالف مع الإعلام القطري الصهيوني ممثلا
في قناة الجزيرة وبالمساعدة على إنجاح دور القناصة في مهماتهم القذرة . فلما نجحت
المخططات الأجنبية في الإطاحة بالنظام السابق انقضوا على الحكم فما استطاعوا حتى المحافظة على مقدرات
الوطن كما كانت سنة 2010 رغم أنها كانت من أسوإ السنوات في حكم الرئيس السابق زين
العابدين بن عليبل خربوا الوطن كما لم يخربه أحد وها هم على أيامنا هذه وبعد أن
فجروا النداء من الداخل يبحثون في الأرض
كيف يوارون سوأة الوطن الذي بصدد لفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن أكلت الثورة أبناءها .
تحلّ الذكرى الخامسة لما يسمى
بالثورة التونسية فنتذكر قولة
"البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير ،" فالإخوان ورغم أنهم
ركبوا ثورة لم يصنعوها ولم يشاركوا فيها بالقليل أو الكثير قد حكموا ثلاث سنوات فيما
يعرف بالترويكا حكم من استبد به به الحقد فتشفوا من رموز النظام السابق وزجوا بهم في السجن على الهوى والهوية و قهروا الرجال ، ولكنهم في
المقابل قربوا الفاسدين على مبدإ " من دخل بيت الغنوشي فهو آمن"
..والنتيجة وطن جريح تنهاشته غربان النهصة بالأمس مع حلفائها وهي تحاول اليوم بما
أوتيت من خبث أن تقتل النخيل الذي زرعه التونسيون حتى يصبح الوطن على عروشه جذوع
نخل خاوية بالأمس جاءت الترويكا " فترّكت " الوطن ..اليوم خاب الرجاء في
النداء وخوفي أن يقول الباجي قائد السبسي قريبا " أكلت يوم أكل الثور الأبيض
" إذن ليس بالعهد من قدم وإنّ غدا
لناظره قريب.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire