لم تندمل بعد الجراح
التي خلفتها المقالات
المنشورة عبر أعمدتنا حول عدد من
النزل التونسية التي هوت عليها
معاول الفساد أو تلك التي عرفت
أرجاؤها تلاعبا خفيا
على غرار ما عرفه نزل فرنان في مدينة عين دراهم السياحية وهو الذي يعد من أقدم النزل حيث تم إنشاؤه في سنة 1907 ...وهو عبارة معلم سياحي
رائق يروي بين جدرانه قصة حضارة عابقة
وحضارة ضاربة في عمق
التاريخ...يدركه القاصي و الداني من مختلف الجنسيات حيث يأتيه السياح من كل فج
عميق ... و الحاضن للطبقة البورجوازية و الغنية من مختلف البلدان تونس و ليبيا و
فرنسا و ايطاليا و الجزائر و غيرها بل أن ابرز الشخصيات السياسية تؤمه و تنزل به و الذي
طافت به فضيحة كبرى و تتمثل أساسا
في بيع أصله التجاري ب20الف
دينار فقط ... ثم عرجنا على مأساة نزل الهناء بيتش
بسوسة و حكايات التلاعب التي
حصلت فيه و سقنا
في ذات السياق بعض الأخبار القادمة من رحاب بعض
النزل قبل ان
نغوص في تفاصيل و حكايات
منسية عن نزل تحولت
لحظة فارقة إلى نزل حلال ... و قد ترفعنا نحن في الصحيفة منذ مدة عن سرد حكايات النزل و مشتقات القطاع
السياحي على اعتبار المنعرج الخطير الذي
يمر به القطاع و رأفة بالمجال الذي يعيش فترة احتضار طويلة و تضامنا مع الفاعلين في السياحة...
اليوم نعود لنلج محور
النزل في
تونس من باب نزل الماجستيك HÔTEL MAJESTIC و عنوانه 36 شارع باريس
تونس و الذي بالعودة إلى
موقع النزل و دخول
ركن تاريخيته استشفنا من خلال
ما تدوينه انه هناك
بعض الأسرار المخفية و ذلك من
خلال عدم
التنصيص ان هذا النزل
تعود ملكيته إلى الشركة الوطنية العقارية للبلاد التونسية
السنيت SNIT حيث جعل الرئيس الراحل
الحبيب بورقيبة بعد الاستقلال هذا النزل الذي تعود ملكيته للدولة التونسية فضاء للقاء
الشخصيات الكبرى من كل
الميادين فضلا اللقاءات
الحكومية و النقاط الصحفية و التظاهرات و الملتقيات و المنتديات
و غيرها ...
اذ لا يختلف
اثنان في كون نزل الماجستيك الكائن بالعاصمة التونسية يتحوزعلى موقع
مهم جدا
فهو في قلب شرايين العاصمة و على
مقربة من كل المرافق الضرورية امنيا و اقتصاديا و ثقافيا ... و هذا النزل يعد قبلة لعدد كبير من السياح فضلا عن التونسيين إضافة إلى إقبال عدد كبير من المنظمات إليه
للقيام بتظاهرات و ندوات صحفية و
ندوات لتأمين تغطية إعلامية مكثفة خاصة انه
قريب من كل وسائل الإعلام في
تونس ... و الجدير بالذكر ان الماجستيك
يشتمل على 77 شقة و 5 أجنحة .
عرف النزل منذ
سنة 1972 منعرجا حاسما حيث أقدمت الدولة التونسية ممثلة في
شخص الشركة الوطنية العقارية
للبلاد التونسية السنيت على كراء هذا النزل إلى عائلة
ثرية في تونس و نعني
بها عائلة بن يدر التي
انقلب زعيمها بعض الثورة رأسا على عقب
و انحاز إلى شق الإخوان حيث أفادت التسريبات
أن رشيد بن يدر قد يكون الوحيد في
تونس الذي ظل على عهد الإخوان يساندهم في جل تحركاتهم ويستجيب لكل طلباتهم ويمول
تجمعاتهم وقد تأكد للثورة نيوز أن المجمع المذكور تكفل مؤخرا بكامل مصاريف علاج شقيق
رفيق عبد السلام بوشلاكة الذي قضى فترة 15 يوما بمصحة الأمان بسكرة كذلك رصدت
الثورة نيوز لقاء جمع يوم 20 ماي 2014 أحد أفراد عائلة بن يدر برئيس حركة النهضة
راشد الغنوشي ....
قلنا تم
كراء نزل الماجستيك إلى مجمع
بن يدر بمعلوم سنوي
يقدر ب 32 ألف دينار نعم ب32 ألف دينار
في السنة ... ربما يكون للمبلغ
في سنوات السبعين و الثمانين قيمة ... و لكن ان يبقى
المبلغ ثابتا يتزحزح و لو قليل الى سنة
2016 ففي ذلك ضرب
من التلاعب و التستر على الفساد و نهب
للمال العام خاصة و ان
القابضة لمعاليم الكراء هي مؤسسة
عمومية و أموالها هي أموال الشعب
...
يستغل مجمع
بن يدر نزل الماجستيك
منذ سنة 72 بنفس المبلغ رغم ما
يوفره النزل من مداخيل كبرى و قد
يكون معلوم الكراء السنوي
للماجستيك يساوي فقط
لسعر منتدى يحتضنه النزل في بحر الأسبوع ... و
تفيد المعلومات التي
استقتها الثورة نيوز في اطار بحثها
الاستقصائي و التي سنكشف
عنها تباعا في الأعداد اللاحقة
بالوثائق أن رقم معاملات
نزل الماجستيك تقدر بمليار و 600 ألف
دينار ... نعم قد
يفوق رقم معاملاته في
فترة الذروة و عند انتعاشة الموسم السياح قيمة المليارين في وقت
يبلغ كراؤه السنوي 32 آلف دينار
و كراؤه الشهري ب 2.6 ألف دينار وهو مبلغ
لا يساوي ثمن كراء أستوديو في منطقة مثل حي النصر أو البحيرة ... و بالتدقيق
في المداخيل تبين
ان رقم المعاملات المشار إليها
و نعني بها مليار و 600 ألف دينار تقتصر فقط على السكن
دون اعتبار الملتقيات و التظاهرات
و الندوات و استراحة القهوة و غير ها
و ما أكثرها وهو ما يرشح ان يفوق
رقم معاملاته في السنة المليارين و نصف
باحتساب كل الخدمات
الأخرى التي يقدمها من التجميل
و التدليك و غيرها ...
و ما يوجع القلب
و ما يثير الاشمئزاز و ما يدفع
على الحيرة و ما يدل عن الخور و عن التلاعب المقيت ان
مجمع بن يدر يملك
نزلا آخر في العاصمة التونسية و وهو نزل تونيزيا
بلاص Tunisia Palace و عنوانه 31 شارع فرنسا وقد قامت
عائلة بن يدر المالكة له بكرائه
في مرة أولى إلى عادل بوصار بمبلغ
سنوي قدره 500 ألف دينار
أي بمعلول شهري
يقدر ب 41.5 ألف دينار قبل ان يتجدد
عقد الكراء في مرة ثانية مع
شخص آخر يتصرف فيه
حاليا و يدعى معز بوداليا
شغل خطة مدير عام
بنزل ريجنسي بقمرت
سابقا Regency Tunis Hotel ... و لئن تغير الكاري
فان معلوم الكراء لم
يتغير و ظل كما هو عليه و نعني
500 ألف الدينار في السنة ...
و بناء عليه
فلكم ان تتساءلوا كيف لمجمع
بن يدر أن يقوم بكراء نزل
ضخم و عريق ب 2.6 ألف دينار
في الشهر
و يكري النزل الذي يملكه و
الذي هو أقل منه تاريخا و عراقة و شهرة ب
500 ألف دينار .. و لكم ان تسألوا عما من
يتستر عن الفساد في الشركة الوطنية
العقارية للبلاد التونسية السنيت SNIT و هل لها ان تعيد
النظر في عقد الكراء على
الأقل ؟ و لكم ان تتساءلوا
عن مدة العقد التي
تربط الشركة بمجمع بن يدر و متى
ينتهي هذا التلاعب الفاحش ؟
و الغريب انه رغم
كون نزل الماجستيك مساق للمجمع برخص التراب
فان آل بن يدر
لا يتورعون عن أكل
حقوق العملة و طرد البعض منهم
بتعلات واهية بل و يرفعون
قضايا ضدهم من فراغ
رغبتهم في ذلك التخلص منهم رغم كون العديد منهم افنى حياته في خدمة النزلاء دون
هوداة ... فنزل الماجستيك ملف
خطير منسي و مثير و تمر بجنبه
آلاف الأقدام و لم تلامسه قط الأقلام ...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire