مقهى Wolf &Rabbit "الممنوع" بحي المنار الثّاني بالعاصمة : مهزلة ما بعدها مهزلة ....النّائب رضا شرف الدين يستبيح حقوق جيرانه ويتحدّى كلّ السّلط ؟

البناء الفوضوي والمحظور والتّجاوزات العمرانية المختلفة تفاقمت بشكل ملفت للانتباه بعد الثورة خصوصا وأن هذه الظّاهرة المقيتة اكتسحت العديد من المناطق الفلاحية والعمرانية والحضريّة وشوّهت جماليّة القرى والمدن حيث أصبحت مصدر إزعاج لمتساكني الأحياء الرّاقية والحواري الفقيرة على حدّ سواء  وخاصّة إذا تعلّق الأمر  بالتّعدي على الجيران وعلى الملك العمومي من ناحية وعدم احترام مسافات التّراجع القانونية أو من خلال الاستيلاء على الرّصيف وإضافته الى مساحة العقار  المستغلّ كمسكن أو كمحلّ تجاري ...ظاهرة سلبية دفعت ببعض الغيورين على هذا الوطن المستباح إلى إطلاق الحملة الشّهيرة"سيّب التروتوار"والتي كان الهدف منها مزيد تحسيس سلطة الإشراف من جهة والمطالبة ومن جهة أخرى بتطبيق القانون ومعاقبة المخالفين من المنتصبين الفوضويين و أصحاب المقاهي و المحلاّت التّجارية الذين احتكروا الأرصفة المخصّصة للمترجلين و استغلوها لتكبير رأس مال مشاريعهم و لمزيد الكسب و الرّبح على حساب راحة المواطن المقهور.

من لا يعرف رجل المال والأعمال والإعلام والسّياسة والرّياضة رضا شرف الدين  الذي سطع نجمه فجأة بعد الثورة من شخص نكرة الى شخصية مشهورة؟   هو في الحقيقة أشهر من نار على علم وطنيّا ودوليّا فهو النائب بمجلس نواب الشعب الذي تعرّض الى محاولة اغتيال يوم 08 أكتوبر 2015 وهو رئيس جمعيّة النّجم الرّاياضي السّاحلي الفائزة بكأس الكاف يوم 29 نوفمبر  2015  وهو أيضا صاحب عديد الشّركات الكبرى من بينها على سبيل الذّكر لا الحصر  Unimed و MEDPACK و Bio Liquides Tunisie و La baie des anges de promotion immobilière و Issis promotion immobilière و هو كذلك شريك في مصحّة التّوفيق وفي قناة التّاسعة ... صديقنا رضا شرف الدّين استغل شهرته وموقعه ومنصبه للتّعدي على الآخرين وأجاز لنفسه ما لا يجوز وتجاوز كلّ الحدود والخطوط الحمراء لاعتقاده بأنه الأقوى في البلاد (القوّة لله وليس للبشر ) والأعظم شأنا(العظمة لله وليست للعباد ) وأنه الحاكم بأمره سلطان تونستان والفاتق والنّاطق والرّاتق يقرّر ما يشاء ومتى شاء أي رجل فوق القانون Hors-la-loi.... غطرسة و فرعنة وتعالو غرور  وجبروت على قاعدة "أنا ومن بعدي الطّوفان"... وهذا الكلام من الصّميم قد لا يعجب جماهير النجم كما لا يعجب شعب نداء تونس وهذا غير مهمّ بحكم أن شرف الدين مسؤول لوحده عن تصرّفاته وتجاوزاته وخرقه المتواصل للقانون ...

حيث يملك رضا شرف الدين بناية من ثلاثة طوابق(R + 2) بجهة حيّ المنار الثاني شمال العاصمة وعنوانها زاوية نهج عبد الله الحفصي ونهج محي الدّين القليبي وقد خصّص صاحبنا الطّابق الأول والثّاني كمقرّإجماعي لعدد من شركاته ومن بينها شركة إيزيس للبعث العقاري Issis promotion immobilière(عدد معرّفها الجبائي 910411F وعدد سجلّها التجاري B2712532005 ) وهذا عادي ومعقول لكن المثير للكثير من الجدل أنه حوّل الطّابق الأرضي لذات البناية الى محلّ تجاري يتمثّل في صالون شاي ومقهى ومطعم وبتزيريا Salon de thé – Café – Restaurant  – Pizzeriaأطلق عليها التّسمية التّجارية Wolf &Rabbit ويستغلّ المحلّ المذكور صديقه المسمّى قيس البدوي (صاحب شركة Société Universal Distributionالمختصّة  في تجارة التّجهيزات والبدلات الرّياضية)... قيس البدوي استغل تنفّذ وتغوّل صديقه رضا شرف الدّين ليخرق كلّ القوانين والتّراتيب وليستبيح الملك العام والخاص حيث توسّع في جميع الاتّجاهات وضاعف في مساحة محلّه الممنوع من خلال تعمّد إلحاق كامل الرّصيف Trottoirsمن الجهتين بالبناية وبحكم ازدهار نشاط مقهى Wolf &Rabbitوانعدام مربض خاصّ بحرفاء المقهى فقد تمّ التّوسع على حساب متساكني نهجي عبد الله الحفصي و محي الدين القليبي ولتصعب حركة المرور  ويستحيل معها أيضا أن يجد أحد المتساكنين مربضا لسيّارته حتّى أمام منزله وأمّا عن الرّوائح الكريهة المنبعثة بصفة دائمة من الشّاروق الهوائي المثبّت بسطح البناية فحدّث ولا حرج وأمّا عن الضّجيج والصراخ المنبعث من داخل المقهى فهو مصدر ازعاج مستديم يفوق الوصف ...

جيران بناية رضا شرف الدين بحي المنار 2 (عائلات بن صالح وبوجناح وبن عصمان وبن نصيب وبوعتور وخلف الله و....) وبعد أن استوفوا جميع التّدخلات بالحسنى لم يجدوا من حلّ غير رفع الأمر لسلطة الإشراف واللّجوء إلى القضاء و الاستنصار بالعزيز الجبّار والنّتيجة بقاء الحال على ما هي عليه لأكثر من حول كامل ...فرغم الكمّ الهائل من العرائض الموجّهة إلى مختلف السّلط المحليّة الجهويّة والمركزيّة (رئيس الدّائرة البلديّة بالمنزه و والي تونس ووزير الدّاخلية ورغم حزمة الأحكام الصّادرة عن مختلف المحاكم المتعهّدة (المحكمة الإبتدائية بأريانة – محكمة الإستئناف بتونس)إلا أنه تعذّر على المتضرّرين تطبيق القانون بحكم أن رضا شرف الدّين رجل فوق القانون خبر كواليس المحاكم وأتقن فنون التّلاعب ...هو رجل همّه الوحيد جمع المال بأيّة طريقة والإثراء السّريع ولو على حساب راحة جيرانه وعلى حساب الوطن والمواطن...  فرغم عشرات القرارات القضائيّة الاستعجالية والأصليّة بإيقاف الأشغال وتنفيذ بعضها بالقوّة العامّة إلا أن الثنائي المارق (رضا شرف الدين وقيس البدوي) واصلأشغال البناء الممنوع والتّهيئة الفوضوية متجاهلا علويّة القانون ومتحديّة حجيّة الأحكام القضائية الصّادرة في الغرض ... حالة غير مسبوقة من الفوضى والاستهتار  بمصالح المواطنين والتّحدي في دولة القانون والمؤسّسات ... إنها مهزلة ما بعدها مهزلة .. مهزلة الوطن والمواطن وكلاهما ضحيّة في يد النّائب بمجلس نوّاب الشّعب (المقهور والمغبون والمظلوم) الغالب أبدا رضا شرف الدين(حفظه الله)... فمتى تنتهي حالة الفوضى ويطبّق القانون ؟ أم علينا أن ننتظر  ورة ثانية قد تخلّصنا من الطرابلسية الجدد  ؟ والله عيب.