vendredi 18 décembre 2015

وضاعت ثورة التونسيين بين مرتزقة حقوق الإنسان وتجّار الدّين




في 17 من ديسمبر 2010 خرج أبناء الحواري الفقيرة والمناطق المهمشة محتجين على وضع قائم مطالبين بتغيير واقع آسن  حالمين بغد أفضل ، ولئن خرج التونسيون والتونسيات محتجين ومن حقهم أن يحتجوا ، فإن القوى المتربصة بتونس قد استطاعت من خلال أبواق إعلامية مأجورة على رأسها قناة الجزيرة القطرية أن تشحن النفوس وتمهّد لإسقاط نظام واستبداله بنظام  بعد حادثة انتحار البائع المتجول . ولتنفيذ هذا المخطط القذر رتعت أجهزة المخابرات في الداخل والخارج كما لم ترتع يوما في تاريخ تونس منذ الاستقلال فسهّلت دخول القناصة الذين فعلوا ما أرادوا ثم عادوا إلى قواعدهم سالمين.والغريب أنّ هذه الأجهزة ما تزال إلى اليوم بيدها صناعة القرار السياسي. ويكفي أن نجد وزراء مزدوجي الجنسية – وخاصة من الجنسية الفرنسية – في كلّ الحكومات التي تعاقبت بعد 14 جانفي 2010 لنعرف من يتحكم في المشهد السياسي في وطننا الحزين . ويكفي أن نعرف كيف جاءت القوى المؤثرة في القرار السياسي بأمثال مهدي جمعة وياسين ابراهيم  حتى ندرك أنّ تونس لم تحكمها أياد أمينة. فالأول قد ترأس الحكومة  ولم يخرج إلا بعد أن تركها  على جذوعها خاوية والثاني لا عمل له إلا أن يقود خزينة الدولة إلى الإفلاس وله في التاريخ قدوة ...



اليوم ونحن نعيش الذكرى الخامسة لسقوط نظام بن علي نتساءل هل تحققت أهداف الثورة ؟ وهل كان بالإمكان أحسن مما كان ؟ الإجابة ودون تفكير كلاّ : ما مرّ عام إلا  وحال الوطن من سوء إلى أسوأ .  فبعد  أن كنّا في سنوات بن علي الاخيرة نعاني بطالة مرتفعة وخاصة عند حاملي الشهائد العليا ، و بعد أن  كنّا نعاني جور أشقاء ليلى الطرابلسي ، وبعد أن كنا نضيق ذرعا بتكميم الأفواه والتضييق على الحريات ، وبعد أن كان المأمن الغذائي هو أكبر همومنا أصبحنا اليوم مهدّدين بشبح الإفلاس وما يعنيه ذلك من مخاطر تهدد وطنا برمته، وأصبحنا مهديين بخطر الإرهاب  الذي يملأ أرضنا أسلحة فتاكة يذبح أبناءنا ويقتل حماتنا وينكل بجثث فقرائنا ورعاتنا ... وأصبحنا نأمل أن تبلغ  نسبة النمو النسبة التي كانت عليها سنة2010 رغم أنها كانت  أسوأ  سنة في سنوات  حكم بن علي..  وأصبح أمن الوطن والنفس هاجسا يؤرق التونسيين في حلهم وترحالهم وأمّا عن المواطن البسيط فلا تسل ..فهو بعد أن كان يشقى من أجل " القفة" أصبح يشقى من أجل "ربع قفة " بل أصبح أقصى مناه أن يكون بمنأى عن أياد الإرهاب. فالأمن هو مطلبه الأول والأخير  !.. وحتى مكسب الحرية الذي كثيرا ما يتباهي به كارهو بن علي أصبح في خطر ألم يقل ياسين إبراهيم إن الغاية القصوى التي يجب العمل عليها هي ' أنو الناس يلزمهم يخافوو يلزهم ويدخلو الحبس "..ثمّ  ألم تطلق حكومة الترويكا الرّش على أهالي سليانة ؟؟


اليوم ونحن نعيش الذكرى الخامسة " لثورة 17 ديسمبر "  قد تتقابل المواقف فهناك من يتحسّر على نظام بن علي ويقول إنه أرحم بكثير من الأنظمة التي  تعاقبت على الوطن ويردد أي ّ خير رفع وأيّ شرّ وضع  ويقول " ثورة البصاصين( في إشارة إلى المخابرات وسدنتها داخل الوطن ) ضاعت  بين مرتزقة حقوق الإنسان وتجار الدين . وهناك من يرى أن حال اليوم أفضل بكثير من عهد الرئيس السابق...ولكن الثابت داخل كل المتغيرات أنّ كلّ المؤشرات الموضوعية تؤكد أننا على شفا حفرة من الانهيار ما لم يقع تصحيح المسار..  ..وأننا لم نستبدل الذي هو خير بالذي هو أدنى..؟؟؟



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire