lundi 21 décembre 2015

قضية شماريخ صفاقس ...زوبعة في فنجان : تعارك سعد و مسعود هزو مباركة للحبس؟



تسعة أشهر مرّت الآن على القضية اللّغز "قضية الفوشيك" التي شغلت الصفاقسية وحيّرت التوانسة لأسابيع ثم فجأة غابت عن السّاحة الإعلامية ولينحصر الأمر في إيقاف مورّد ملابس جاهزة معروف (محمد دمق) وعون ديوانة من الصّف الأخير وحارس المغازة ومدير بشركة TRANS CARGO LOGISTIQUE قضية "الفوشيك" هي بالأساس قضية ديوانية أكدّ جل المطلّعين عليها أن ملّفها يعكس أنّها زوبعة في فنجان خصوصا وأن قضايا أخطر منها بكثير تم حلّها بعد أن اقتصر الأمر على سجن المورطين فيها لفترات لم يتجاوز أقصاها الثلاثة أشهر (ملف قضية تهريب المرجان الطبيعي بواسطة سيّارة إدارية تابعة لوزارة الدّاخلية تورّط فيها مسؤول الأبحاث الخاصة هشام محمد كريم المستوري – ملف قضية تهريب المرجان والتي تورّطت فيها عصابة صلاح الدّين الطرهوني وكيل شركة "ملكة كوراي" – ملف قضية تهريب الإطارات المطاطية والتي تورّط فيها لطفي جمعة الشّهير بكنية الشاليمو – وغيرها من ملفّات قضايا تهريب الأسلحة والمخدّرات والسجائر  والعملة الصّعبة).والغريب في الأمر أنّ قاضي التحقيق المتعهد بالمحكمة الابتدائية بصفاقس استبعد في مرحلة أولى المتهم الرّئيسي ونعني به عادل الهماني وكيل شركة TCL (عدد معرفها الجبائي 607343R/A/M/000 وعدد سجلها التجاري  B16252000 ).


ثم عاد وأوقفه لبضعة أيام وبعدها أذن وعلى خلاف كلّ التوقعات بإطلاق سراحه ولذرّ الرّماد على العيون ومغالطة الرأي العام أصدر في الأخير قاضي التّحقيق المتعهّد بطاقة جلب وتفتيش في حقّ عادل الهماني عضو المكتب التنفيذي لمنظمة الأعراف UTICAظلّت دون إنجاز الى تاريخ السّاعة رغم أن مقرّ إقامته معلوم من طرف الأمن ... ولتقتصر  أعمال التّحقيق العليلة والموجّهة عن بعد على أطراف دون أخرى بعد أن تمّ استثناء بارونات التّهريب وأباطرة الكونترا وحصر التّهمة في الحلقات الضعيفة والتي لا علاقة لها بتهريب الفوشيك أو الشّماريخ  Feux d'artifices ...فكيف بربّكم يتم الاكتفاء بإيقاف عون ديوانة وغضّ الطّرف عن بقيّة أفراد العصابة من كبار إطارات الدّيوانة ممن يسمّونهم بالحيتان الكبيرة Gros poissons؟؟  كيف تمكّنت البضاعة المحجرة المتمثلة في آلاف الأطنان من الفوشيك ومئات الحاويات من تجاوز نقاط التفتيش والمراقبة المركّزة داخل المعابر الحدودية البحرية ؟؟  وكيف قطعت المسافة الفاصلة بين الميناء ومغّازة التخزين Magasin cale؟؟ وكيف لم يتم اكتشاف حمولتها ورصد مخالفتها ؟؟ والله مهزلة بأتم معنى الكلمة !

إذن قضية الفوشيك بصفاقس استغلتها أطراف سياسيّة متنفذة داخل حركة النهضة لتصفية حسابات قديمة ومقيتة ولتبليغ رسالة مفادها أن من يدخل دار نور الدين البحيري فهو آمن ونعني من يقبل بالعمل على قاعدة "اطعم الفم تستحي العين" ومن يشقّ عصا الطّاعة فمصيره السجن لأشهر بل لسنوات وقد يكون هذا ذنب رجل الأعمال محمد دمّق الذي حشر في قضية لا تعنيه لا من بعيد ولا من قريب وهو المختصّ في توريد الملابس الجاهزة فيما تمّ السّهو عن الفاعلين الحقيقيين وعلى رأسهم عادل الهماني ... عدالة بمكيالين وبمقاسات مختلفة... ونحن نعلم أن قضايا الدّيوانة يحكمها قانون خاص يتمثل في مجلة الدّيوانة وهي بالأساس جرائم جبائية تنتهي بإيقاع الصلح بين المهرّب والإدارة بعد دفع الخطيّة المستوجبة والتي تعادل عادة قيمة المعاليم الديوانية للبضائع المهرّبة وما زاد عن ذلك من جرائم مثل تّدليس فواتير التّزود وتصاريح التّسريح للتخفيض في قيمة المعاليم المستوجبة فهي تدخل في إطار الخزعبلات والمغالطات مثلها مثل التّلاعب بالتّصاريح الجبائية والموازنات المالية للشركات في إطار التّهرب الضّريبي ... ونحن لا نشرع هنا للتهريب لكن ندعو إلى التطبيق السليم للقانون... وعلى قول المثل تعارك سعد و مسعود هزو مباركة للحبس!!... فهل تتحرّك الضّمائر الحيّة وتُنهي هذا المسلسل المقيت الذي طال أكثر من اللّزوم ؟؟؟


1 commentaire:

  1. نرجو من الاعلام أن يقوم بدوره في إنارة الرأي العام ... فهناك عائلات تدمر في صمت بسبب هذه القضية التي يكال فيها بمكيالين

    RépondreSupprimer