حكايا من داخل دار المسنّين الخاصّة " دار اللمة": الذّل و الضّرب و الوسخ مقابل 700 دينار

لا أدري ما يمكنني أن أفعله غير التّمادي رغم الخطايا والغرامات في الكتابة للتّشهير بالمفسدين في بلادي ونشر غسيلهم  بعد أن وصلنا الى أسفل درجات الجهل والانبطاح والتفاهة والتخلف من إعلام فاسد ومافيا تسير دواليب الدّولة المفلسة والمفكّكة ونخبة في مستوى الصّفر  اعتلت المنابر  وصدّعت رؤوسنا بالصّراخ والمهاترات الكلاميّة ...ففي مجتمعنا المركّب والهجين لم يسلم لا الرّضيع ولا الصّغير ولا الشّاب ولا الكهل والشّيخ حيث لم نحفظ كرامة أيّ منهم بعد أن استبحنا حقوقهم وصنصرنا حرّيتهم ...

وما يحدث اليوم في ديار العجّز  والمسنين بنوعيها العام والخاص خير شاهد على مجتمعنا الغارق في الفساد للعنكوش ... حيث وصلت بريد الثّورة نيوز شهادة حيّة على ما يحدث داخل أسوار دار اللّمة Dar Ellama (دار العجّز ) بجهة المنار  (قرب مقر جمعيّة أمّهات تونس) من مهازل وماسي واعتداءات وخروقات ذهب ضحيّتها شيوخ وكهول تونس من الجنسين.. ودار اللّمة هي مؤسّسة خاصّة مختصّة في تأمين إقامة وإعاشة من ضاقت بهم الحياة ولفظتهم عوائلهم ورفضت تواجدهم داخل بيوتهم ووسط الدّفء العائلي فاختاروا أسهل الطرق وخاصّة بالنّسبة إلى المصابين بمرضى الزّهايمر  Alzheimer واقتادوهم الى إقامات خاصّة روّجت أنها تعنى بكبار السنّإلى حين وفاتهم أي من الطّبق إلى بيت النّار ...

 الكلفة الشهرية للإقامة القسرية أو الجبرية في سجن دار المسنين الخاصة جدا في حدود 700 دينار يدفعهم الإبن أو الإبنة في حق آبائهم رأس كلّ شهر  وفي اعتقادهم أنه الحلّ الأنسب لراحتهم والحقيقة أنهم يجهلون أنهم يقودون أباءهم أو أجدادهم إلى المحرقة ... فالخدمات المقدّمة من طرف المشرفين على الدّار سيّئة للغاية من ناحية السّكن والإعاشة والتّرفيه تفتقد إلى الإنسانيّة وإلى الدّفء والطمأنينة والرّاحة...فالتّسابق والتّلاحق بين أعوان الخدمة ليس في تقديم خدمات راقية وعلى غاية الجودة بل في الضّرب بالقبضة والكفّ والعصا " شكون إليّ يضرب أقوى و شكون إليّ باش يهز العصا و شكون الي كفّو و البونيا متاعو أقوى" .. تصوّروا عقوبة إمراة مسنّة توسّخ فراشها بطريقة لا إراديّة مع المجموعة المشرفة الفاقدة للرّحمة ... طبعا سيقع اقتيادها الى إحدى الغرف وإشباعها من العذاب ألوانا وحينما يحاول أحد المسنّين المقيمين التّدخل لإيقاف المهزلة يكون مصيره الضّرب بالعصا ولو على رأسه ....الشّاهدة أجهشت بالبكاء معلقة " آنا لتوّة مانيش مصدقة و مانجمتش نستوعب فظاعة المشهد! نحب نعرف ويني عايلات الآباء و الامهات الي مطيشين غادي ! الذّل و الضّرب و الوسخ  مقابل 700 دينار" مشاهد فظيعة تتكرّر في اليوم عشرات المرّات ولا تنتهي آلا بوصول آحد الأقارب لزيارته قريبه المسنّ عندها فقط يقع تعطيله بمكتب الآستقبالإلى حين توظيب الغرفة وتنظيفها وتحسين حالة وهيئة النّزيل السّجين.