سمّت نفسها "نهضة " وقالت إنّي إذا حكمت سأرّد الحقوق إلى أهلها وسأملأ تونس عدلا بعد أن ملئت جورا .....ودارت الأيام والله دنيا دواره ! وجاءت تونس بانتخابات خاطئة كاذبة يوم 23 أكتوبر 2011 انتخابات شابها تزوير غير قليل وكثر حولها القال والقيل ، لتجد النهضة نفسها في طريق مفتوح تستطيع إن كانت صادقة أن تنهض بالبلاد كما لم ينهض بها أحد وأن تقيم العدل وأن تكون ساحتها نظيفة من الظلم والفساد....ولكن وكما يقال " هجم علي السرورُليفجأني فمن فرط ما سرّني أبكاني " ..ووجد الشّعب المغفّل نفسه كحال من قال " أنا في الواقع...من سبع سماوات واقع.......وحياتي في الوقت الضّائع »....اتّخذ هذا التّنظيم الحمامة شعارا لهحتى يوحي بأنّ النّهضةحركة سياسية سلميّة تؤمن بالحريّة والديمقراطية وحقوق الانسان ..
فلمّا انقضّ الجماعة على الحكم لم نسمع هديل الحمام بل سمعنا نعيق الغربان وفحيح الأفاعي ، سمعنا صوت الرّصاص يلعلع في سمائنا ليغتال بلعيد والحاج البراهميواستمعنا لقصص مأسوية تُحدّث بذبح حماة الوطن من الوريد إلى الوريدولم نر الحمام الزّاجل يحمل رسائل المحبّة بل رأينا شيوخ الفتنة ودعاة التّدجيل والتكفير في حلّهم وترحالهم بين بلدانهم وبلدنا المستباح يقيمون الخيمات الدعويّة طولا وعرضا و يعلّمون ما به يفرّقون بين التّونسي وأخيهوصاحبته وبنيه....ورأينا كيف تقطع رؤوس الأطفال ويرسل بها إلى أهلها وهم غافلون ....و هي لم تنثر الحَبّ حتى يشبع الطّير في المناطق المهمشة والحواري الفقيرة فيغدو خصاما ويروح بطانا بل نثرت الرّش في محافظة سليانة ففقأت العيون و خرّبت الأجساد وتلت آيات الصّقور " إننا رششناهم فأعميناهم فهم لا يبصرون " " إننا سنبرئ الأعمى والأعرج والابرص.
اتخذت اللّون الأزرق لون الزبرجد والياقوت زينة وقالت " زيني يحيّر ..ذهب معيّر "وما هي أيام حتى ترنّم التّونسيون في ألم شديد " منحبش فضة ولا ذهب ... اترك البلاد بسلام وخوذ إلي تحب" وغنّى لطفي بوشناق " أنا مواطن خذوا المناصب والمكاسب.. لكن بربّي خلّوا لي الوطن"..قال راشدهم إنّها لحكومة رشيدة تزن بالوزن والقسطاس ولا تبخس الميزان فإذا بها حكومات غنائم تحبّ المال حبّا جمّا فتنهك ميزانية الدّولة حد الافلاس بتعويضات عن زمن نضال مزعوم حتى تجعل الحفاة العراة يتطاولون في البنيان ، وبانتدابات عشوائية وترقيات فوضوية قلبت الهرم القيادي وحوّلت الحاجب إلى مدير والعكس صحيح ....حكومات لا ترضى سوى بأدوار البطولة في المسلسلات التركية المدبلجة من فئة " حريم السّلطان " و"وادي الذئاب" ... "الكومبارس" شعب صابر وخانع وجبان رضيَ بالذّل والهوان! والأبطال حكومات فاسدة رفّعت في أسعار السّلع والخدمات وضاعفت الضّرائب ...وبمخطّطات فاسدة..ومشاريع فاسدة... وبتعيينات فاسدة... وتوجهات فاسدة ...ومفاهيم فاسدة ... وآراء فاسدة ...ودروس في الفساد...الحكومات الفاسدة احتكمت إلى ضمائرها الميّتة وقلوبها الحاقدة وشرّعت بديهة للدّولة المافيوزية Etat mafieux وأسّست لدولة المافياEtat mafia...وأحكمت التّوزيع العادل للفساد بين المسؤولين الفاسدين ... نحن في زمن أزرق تحكمنا فيه وحوش بشريّة لا علاقة لها بالإنسانية.. . إنّه زمن البدونة والرّعاع والأعراب الذين تصدّروا المشهد.
بعد خمس عجاف ماتت الحمائم ولم تبق سوى الصّقور تنهش ما تبقى من لحم وطن جريح إذ لا حمام ولا سلام بل هو ذباب أزرق يقتات من جروح جسد مكلوم ..ويا ويح بلدي من الذباب الأزرق....ومن يحمي الوطن من تحالف الخراب ...فبعد خمس عجاف لم يجدالوطن من كتبيوما باللون الأزرق ولا من نعم بالدّيباج والحلل فقال :
ناشدتُكَ الله يا طيرَ الحمامِ إذا رأيتَ يوْماً حُمُولَ القوْمِ فانعاني
وقلْ طريحاً تركناهُ وقد فنيت دُموعُهُ وهوَ يبكي بالدَّم القاني
لكن لا تنسوا أبدا إننا شعب شديد...شعبنا شعبالأصالة...عزمنا عزم حديد لا بد أن يأتي يوم يشرق الفجر فيه من جديد.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire